معركة جبل مناور

إحياء للذكرى الرابعة والستون لمعركة جبل مناور نظمت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية معسكر معرضا للكتاب التاريخي

في موقع المعركة بتاريخ 05 سبتمبر 2021 وهذا بالتنسيق مع قطاع الثقافة والفنون .

جبل المناور هو الحد الطبيعي الفاصل بين المنطقتين الرابعة و السادسة من الولاية الخامسة التاريخية, يعلو عن سطح البحر ب 697 م. توجد بأعلى هذا الجبل مقبرة إسلامية قديمة, و مسجد تحت أرض كان في الأصل مغارة. تلقي عند هذا المعلم الجبلي الحدود الإدارية المشتركة لبلديات وادي الأبطال, سيدي عبد الجبار,و المناور الواقعة جميعها في تراب ولاية معسكر, و سيدي أمحمد بن عودة التابعة لولاية غيليزان. تعود وقائع معركة المناور إلى الخامس من سبتمبر من سنة 1957 حيث حاول الجيش الاستعماري الفرنسي رد الاعتبار لنفسه بعد ثلاث معارك شهدتها الولاية خلال شهر أوت بعد سنة من انعقاد مؤتمر الصومام و سنتين من هجومات الشمال القسنطيني . مما جعل السلطات الاستعمارية تعد عدتها لمجابهة كتيبتين لمجاهدي المنطقة المنظمين في صفوف جيش التحرير الوطني بقيادة #سي_رضوان و #سي_بلبنة_محمد و كان جبل المناور احدى قلاع الدفاع الصامدة ضد المستعمر الذي تم تجهيز حملة كبيرة باستقدام آلاف الجنود وعشرات الطائرات والمدافع والآليات العسكرية، مما دفع جنود جيش التحرير الوطني إلى اللجوء إلى جبل المناور حيث لحقتهم القوات الاستعمارية فاضطروا لمواجهتها رغم قلة عددهم وعتادهم. من نتائج المعركة القضاء على 650 عسكري فرنسي وإصابة عدد كبير منهم، وإسقاط 6 طائرات وإعطاب 17 أخرى،بينما استشهد 69 مجاهدا و10 مدنيين من الجزائرين ، وأصيب 23 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، ومن بينهم القائد سي رضوان الذي ترك القيادة للمجاهد سي محمود بعد إصابته، لينسحب بقية المجاهدين والجرحى نحو جبال تيميكسي بلدية عين فراح شرق ولاية معسكر، وألقي القبض على المجاهد سي رضوان مصابا ليستشهد بعد اسبوعين متأثرا بجراحِه. السر في انتصار المجاهدين في معركة جبل المناور و هو حسن استغلال فصائل جيش التحرير الوطني للمجال الجغرافي وهذا بجر الخصم نحو مواقع طبيعية تفرض على المقاتلين مجهودات حربية مكلفة بشريا و ماديا و التي سماها جيش التحرير بنقاط الجذب من اجل ضمان لنفسة الدوام و مواصلة الحرب.- اعتمد جيش التحرير على حرب العصابات مثل ما كان ينتهجها الامير عبدالقادر في معارك.- التسليح الجيد لكتائب جيش التحرير و امتلاكها لقطع حربية مكنتها من اسقاط الطائرات و تدمير آليات حربية ضخمة مما جعل ارتفاع طائرات العدو عاليا افقدها الدقة في التصويب.- القيادة الرشيدة و التخطيط المحكم بالاضافة الى تمتع المجاهدين بالروح المعنوية و القتالية و شدة الانظباط و التحلي بالصبر و الثبات.- اليقضة و الاستعداد الدائم لأي هجوم مفاجئ.معركة جبل المناور اظهرت براعة المجاهدين و التكافل و عزيمتهم في رفع الراية حتى اخر نمق من اجل الحرية و اسرارهم على ان ارض الجزائر للجزائريين بدون منازع .